طباعة

ـ كتب: لخضر خلفاوي ـ باريس *

 

الشعب غاضب و مصر على وضع حد للعبث بمصيره من طرف عصابة الفساد التي تعبث بمصالحه و أمواله منذ عشريتين .. و نظام متعنت و عنيد و غامض و صمته رغم حراك الشارع يحمل كثيرا من التساؤلات و المخاوف.

كما ذكرنا هذه " الجماعة الفاسدة " من النظام التي كانت تحمي عصابة " السعيد و عصبته الوفية المتورطة في الفساد الأعظم " أكيد أنها أعدت سيناريوهات مختلفة للتشبث بالحكم أو للهرب دون أن تحاسب أو لخلط كل الأوراق كرد فعل ماكر عقابي للشعب الذي يمقتهم و يرفضهم . تسفير بوتفليقة بحجة العلاج و الفحوصات قبيل الحراكين يدخل في برنامج و خطط هذه العصابات

كانت غايتهم الأولى هو حجز الرئيس المريض المعاق تماما و إرغام المؤسسات الرسمية للدولة لتأكيد إعادة ترشيح و انتخاب الرئيس المريض . البيان الأخير الذي نشر باسم بوتفليقة يؤكد أنها سياسة اختطاف رئيس مقعد و مريض و الهروب للأمام و تجاهل مطالب أغلبية الشعب و مختلف تشكيلاته المدنية و السياسية و حتى بعض الأجنحة في الجيش

ينتظر أن تشهد شوارع و ساحات العواصم الجهوبة و حتى الولايات الأخرى من الوطن  حضورا مكثفا و كاسحا للمتظاهرين ، و خصوصا العنصر النسوي اغتناما لليوم العالمي للمرأة ، إذ يعتزم أن تكتسح حرائر الجزائر حفيدات "لالة نسومر" و "بوحيرد " شوارع و ساحات كل مناطق التراب الوطني ليضم صوتهن إلى أصوات إخوانهن و أبنائهن من الجزائرين .

و حسب بيان السلك التربوي للنقابات المستقلة فإنه تقرر إضراب يوم الـ 13 من الشهر الحالي تضامنا مع الحراك الشعبي الرافض لـ " استحمار الشعب و استبغاله" و فرض عليه رئيس ـ شبه متوف ـ لا يملك من أمره شيئا و هو بريئ أمام الله و العباد مما بُيّت للشعب باسمه!

أخبار متفرقة إعلامية من الخارج و تحديدا من سويسرا في الساعات الأخيرة تذكر  أن بوتفليقة قد يغادر في الساعات القليلة جنيف و لا يدرون ما هي الوجهة المقبلة للفريق المرافق الذي يحيط بالرئيس المريض ؛ هل سيُعاد إلى الجزائر أو يتم تحويله إلى بلد أوروربي آخر! ذات التقرير منها ماتطرق إلى وضعية الرئيس الصحية اللاملائمة لممارسة أي نشاط أو حركة، و أخرى ذهبت بعيدا و اعتبرت أن الرئيس يوجد في حالة صحية حرجة جدا و قد تكون بداية " احتضار"! 

ـ عموما لا يوجد خبرا رسميا يفند أو يؤكد هذه المعلومات المتداولة مادام المسؤولين عن الاتصال و التعامل مع الإعلام و الرأي العام بـ "قصر المرادية" غيبوا أنفسهم أو غُيبوا و التزموا الصمت مما فتح المجال إلى هكذا تضارب في التقارير الصحيحة للوضعية الصحية للرئيس.

ـ كل ما نخشاه و لا نتمناه أن يكون التعجيل في ـ رحيل الرئيس المريض جدا ـ هو سيناريو  وارد من بين السيناريوهات التي سيُلجأ إليها لإحداث ثغرة دستورية  أو ثقبا قانونيا للهرب و التنصل من غضب الشعب و إصراراه على طرد نظام فاسد لا يحترم إرادته.. نخشى أن يُفاجأ الرأي العام الجزائري بخبر إعلان " وفاة الرئيس" ( ما لا نتمناه أبدا !) و إعلان فترة حداد وطني و يتم إجهاظ طاقة الرفض الشعبي و ـ تبريدها و تمييعها ـ ؛ لأن هذا النظام الذي كان وراء كل هذا الفساد قادر على كل شيء "غير سليم و غير عقلاني" في سبيل تمديد حياته و استمراره! فأشك أن الإنتخابات الرئاسية الجزائرية ستجرى في موعدها، و أعتقد ـ من الاحتمالات الواردة ـ أنها ستُؤجل بـ " إحداث " حدث طارئ و صادم للجميع حتى يُعطى للمتهمين من النظام الفرصة لترتيب أوراقهم و إيجاد استراتيجية جديدة جهنمية كالعادة  لإيجاد شخص إجماع بديل يمثلهم في هرم السلطة القادمة !

ـ فإذا تم الإعلان عن وفاة الرئيس بوتفليقة في الأيام المقبلة أو الأسابيع القليلة فنشك أن تكون  وفاته طبيعية  و نتيجة  بالمحصلة  ـ نظريا ـ للمرض الذي قلص بشكل أساسي  وظائفه الحيوية

. فلو قيل لنا هذا قبل سنة أو قبل حتى أشهر من دخول " طلاسم " العهدة الخامسة في الجدل السياسي  لصدقنا الخبر و أقلبنا الصفحة ؛لكن أن يُعلن عن هذا ـ إذا قدر الله ـ في الأيام القليلة أو الأسابيع المقبلة فهذا تدبير من الفاسدين لخلط الأوراق و تجميد كل شيء في انتظار اختراع حلول بهلوانية و  فترة انتقالية إلخ.  ثم تخدير الشعب بشتى أمور و إبعاده عن نيته و عزمه في تطهير دولته من الفاسدين!

مهمتان أمام الشعب الجزائري عظيمتان و هما:

ـ  إنقاذ دولته و رئيسه قبل أن يُعطى " حقنة الموت الرحيم" سرا لإنهاءمبراطورية بتوفليقة" و الإعلان عن جمهورية جديدة إقطاعية تحكمها الفوضى و التكتلات !

ـ ثلاث كلمات خفيفة على اللسان و ثقيلة في ميزان هذا الصراع في سدة الحكم هي " الجيش الشعبي الوطني" و يمكن لهذه الكلمات الثلاث أن تفصل بشكل تاريخي في هذه المعضلة. بالمنطق و وفاءا لصفته و مهامه التاريخية، فالجيش هو " شعبي" نظريا و فعليا  لا خوف على الشعب من أبنائه الذين سيحافظون على سيادته و الدفاع على حقوقه الدستورية حتى و لو كان الدستور الأخير دستورا غير " دستوري" بالمفاهيم القانونية العالمية في إطار ديمقراطي شفاف. لأنه دُوّنَ و فُصُلَ على مقاس العصابة التي  تستخدم   صورة بوتفليقة و اسمه لأكثر من عهدة رئاسية! 

فالجيش يجب أن يبقى " وطنيا" و " شعبيا" حتى يكون بثقله في ميزان المطالب الشرعية السيادية من أجل العدل و الكرامة للجميع.  و ليكن " الجيش الوطني الشعبي" على موعد مع التاريخ بكل جدارة و شرف، فقط عليه أولا أن يكون حذرا و أن يستبق كل شيء و يطهر صفوفه من العناصر التي تريد صب " البنزين على النار " و إعادتنا إلى حقبات مظلمة من الماضي !

اللهم احفظ الجزائر و كل أبنائها المخلصين!

ـــــ

*مدير التحرير، مسؤول النشر 

ـــــــــــــ

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: : https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link:  https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على الإثنين, 11 آذار/مارس 2019

وسائط